top of page

حسن قنطار: نقطة الكاس / شعر

تاريخ التحديث: ١٧ يناير


الشاعر حسن قنطار - سوريا
الشاعر حسن قنطار - سوريا

شعـــر: نقطةُ الكاس

على العمومِ.. فهذا بعضُ إحساسي

أشتمُّ من خِرَقِ الأنفاسِ أنفاسي

أستلُّ من مُقلِ الأفلاكِ قافيتي

يا بخلَ أوردتي تقسو على الكاسِ

على العمومِ.. فهذي محضُ ألسنةِ اللواتي يغرسنَها في مفرقِ الراسِ

يشرعنَ بالغوصِ من تلقاءِ أحجيةٍ

يشرحنَ ما وشوشتْ للرّوحِ أجراسي

للرّوحِ نشوتُها في كلِّ بارقةٍ

تقطّرُ الليلَ من آلاءِ إشماسِ

وتُقبلُ الغصّةُ الحمقاءُ راقصةً

ليبسمَ الفجرُ من أنيابِ إفلاسي

يقولُ مندهشٌ في ظلّ أخيلتي:

لا يسكنُ الكونُ في قانونِ نوّاسِ

هبْ أنّ مبتدأ الأيامِ منتظِمٌ

أنْ يشربَ الزيرُ من أقداحِ جسّاسِ

ما كنتُ أعبثُ إلّا حينَ سكرتِهِ

إنْ شئتَ فاستنطقِ الأوهامَ في الكاسِ

يجيءُ من قفلةِ التاريخِ متكئًا

على أزقتِهِ الملقاةِ وسواسي

أقطّعُ العمرَ في أحضانِ ثاكلةٍ

وأخبزُ الشوقَ ممزوجًا بأحلاسي

ويسخرُ الناسُ من إعياءِ خاطرتي

وأعذرُ الناسَ.. ما ألقاهُ من ناسيِ

سأغلقُ البابَ في أهواءِ هاجسةٍ

أقصّ للكونِ ما جاوزتُ مقياسي

عن قصةٍ ملكتْ بالعدلِ ريشتَها

عن سيرةٍ أوفتِ الدنيا بقسطاسِ

عن بسمةٍ وَدقتْ في ثغرِ ناشئةٍ

ما أعظمَ الليلَ في تجوالِ حراسي

ويرسلُ اللهُ في إسدال بردتِهِ

ويكتبُ الوحيُ عن أضواءِ نبراسِ

وحيٌ يدغدغُ في أذْنيهِ ملحمةً

فتقرأُ الروحُ.. ما المنشودُ للناسِ

اقرأ كذلكَ جاءَ الفعلُ متزنًا

فأنصفِ القومَ.. لا تركنْ لخنّاسِ

وسرتَ تحملُ.. ما صاغتْه هادلةٌ،

ما قالَهُ الغارُ في إيماضِ قرطاسِ

ويعزفُ النهرُ من إحسانِ محدَثةٍ

ويسرفُ الدمعُ في إيقاعِ إيناسِ

وتفرحُ الأرضُ مثل الوحي ناضرةً

والنَّورُ يرقص في أفياء أغراسِ

ماذا وقد ملأت في الكلّ بعثته

كلًا من العدل؛ بل عدلاً لأجناسِ

محمدٌ نفحةُ الرحمنِ في يدهِ

فاستقرئ المجدَ من إمضاء قدّاسِ

لا يعدلُ الشعرُ ما خاطته بسمتُهُ

من منبتِ الكون حتى نقطةِ الكاسِ

bottom of page