top of page

رسّــــــامُ الضيــــــاع

تاريخ التحديث: ١٧ يناير


الشاعر إسماعيل الصياح - العراق
الشاعر إسماعيل الصياح - العراق

شعــــــــر

رسّامُ الضياع

أيها الغارقُ بألوانِكَ الميتة

اجتهدْ

لإيجادِ لونٍ لبلادةِ الحزنِ الذي غطى تفاصيلَها الهَرمة

تجاعيدُها

لم تعدْ تتلاشى كموجةٍ على وجهِ النسيان

أيها الآبقُ من ذاكرةِ الحضور

دعْ فُرشاتَكَ اللعينةَ تبكي ألوانَـك المثخنةَ بالفراق

رمزيةُ الوداعِ أوغلتْ لوحاتَـكَ بالهرب

مابين الشوارع الفارهةِ والأزقةِ الضيقةِ

تلفعتْ بالخواء فاكرتك

ها أنتَ تتوارى خلفَ قضبانِ دمعــكَ الشاهقة

وأنت تمارسُ الجلادةَ

قبلَ نيّفٍ وحزنين من ذهابِ صوتِها الدافئ

كانت تـُرددُ اسمَك الممزوج بالأسى

حتى تجمّد بعضُ حروفِهِ على شفاهِها الرقيقة

عيناك الماكرتان

مازالتا ترتادان أحلامَها المرهقة .. كفراشتين

وحضنها الذي ما عاد يتسع .....

سيتسع كأفق ..ليضُم طيفَـك النائي

تطيل التأمل

كقبّراتِ دهشة

تحاول لملمة شرودك

أمنياتُها الحبلى باليأس تكاد تخفيها تحت ستارِ صبرٍ أحالها مقعدة

أصدقاؤك الذين نسيتَ صورَهم لا يتذكرونَ صوتَـك

ابتسامتـُك المزدحمةُ بالفصول

باتتْ شاحبةً على شفاه النكران

نبرتـُـك الموشومةُ بالملل ضلت أوتارها

وخطواتُـك الشرهةُ لم تزدردِ اللحظة

أما زلتَ تنبشُ جذورَ القلقِ باللامبالاة !

أما زلتَ ترسمُ العصافيرَ المبللةِ بالتيه

وتقضمُ أظافرَ الحيرة !!

أما زلتَ لا تحبُ الحليب

وتعشقُ المطر !!

وتركلُ الهواءَ ساعةَ التذمر

أما زلتَ صديقي....وابناً لها !!

أم أنَّ مسافاتِ الجليدِ لا تذوبُ

سأهامسُك سراً

لا ترجع .....

فقد أدمنَ كلانا الفراق

اسماعيل الصياح

bottom of page