شعـــــــر
من ٱخر البدء
يهسهس الغيم في أهداب من عبرا
ذكرى مجاز أراهُ استنفذ المطرا
لأنه الماء أفضى للوجود ندى
فكان للورد أن يحيا به قدرا
والعشب أقرب في كفّيه من مَدد
نحو السّماوات ينمو ظلُّه شجرا
وأسمعَ الطير مشي الريح فالتفتت
له المسافات.. من فينا الذي عبرا؟
والٱن يسأل عنه البحر علَّ به
يُشفى من الموج موجا كلما نظرا
والملح جرحان لا يدري بأيهما
يهتزّ في الصّدر دمعا يشبه الوترا
يعرى به الصّمت صوفيًّا ملامحه
تستوقف اللّيل، والنّايات، والقمرا
له من الشّمس أن يأتي بها وطنا
من القصائد والألحان والشُّعرا
أجلْ، سيخفي عن الأسماء حيرتَه
لأن حرفا بكى، فاشتاق، فانتظرا
إذا تبسّم ألقى نصف ما ارتعشت
له المعاني.. إلى شوقٍ قد انصهرا
والنّار برد سلام ليس مثلهما
سوى الطّواف نبيّا بالرؤى اعتمرا
للأصدقاء، لأهل الشِّعر من صدَقوا
والوحي أصدق من أملى ومن خطرا
باب إلى اللّه مفتوح على دمه
فاكتظ قلبه بالجوريِّ وانتشرا
يطوي النداءات في جنبيْه.. كان هنا
والأرض خلفه تُحيي الرّوح في الفقرا
دنا من الضّوء طفلا قال: أعرفه
فجاء نجما فنجما ريثما كبرا..
ياطفل يكفيك أن تأتي إلى دمنا
بشارة تستعيد النور و الأثرا
إلى الوجود
إلى البلور
والكلمات تحبس النفس
الممسوس فانكسرا
والليل يجمع ظل الشمس متكئا
على ارتعاشة قنديل يكاد يرى
في الرمل ما يترك النساك من عرق
تجاوز الصبر نحو الضامئين قرى
مِن ٱخر البدء
من باكورة النظرات
تقرأ الحزن لا تنوي به السفرا
Comments