top of page

لهـــــذا ســــوف أحيــــــا

تاريخ التحديث: ١٧ يناير


الشاعر القس جوزيف إيليا - سوريا
الشاعر القس جوزيف إيليا - سوريا

شعـــــــر

لهذا سوف أحيا

للظّامئِ المُنهارِ أسكبُ مائيا

وعلى الّذي يَعرى أمدُّ غطائيا

ولمُشتكٍ حزنًا وقهرًا إنّني

أشدو بما يُنسي الكروبَ غنائيا

ولمن غزاهُ السُّقْمُ هادًّا جسمَهُ

أسقيهِ حتّى لا يخورَ دوائيا

وأنا إلى الجوعانِ أجري مسرعًا

فأبوسُهُ ولهُ أصبُّ غذائيا

ولتائهٍ تغتالُهُ أفكارُه

وتُريهِ ما يُشقي أُعيدُ ندائيا

ولشاعرٍ ساءتْ قوافيهِ أنا

أحنو عليهِ واهبًا إنشائيا

ولمن نما شوكٌ بأرضِ حياتِهِ

أمضي فيصبحُ عن أذاهُ نائيا

ولكارهٍ قمرَ الضّياءِ أقودُهُ

للضّوءِ تعشقُ عينُهُ أضوائيا

ولناشرٍ قُبْحًا يشوِّهُ جنّةً

إنّي أُريهِ كي يكُفَّ بهائيا

ولمن جرى دمُهُ وهُيّئَ قبرُهُ

أعطيهِ إنْ زادَ النّزيفُ دمائيا

يا أيّها المسحوقُ لا ترفضْ يديْ

وتعالَ نحوي سامعًا أنبائيا

خضتُ الصّحارى لمْ أهبْ حيّاتِها

ورفعتُ فوق ربى الودادِ لوائيا

ومسحتُ عن خطواتِ رجْليْ طينَها

وعلى جبالِ الفجرِ شِدتُ بنائيا

قلتُ : الحياةُ قصيدتي سأقولُها

عندَ الضُّحى وبها أَزينُ مسائيا

ما أعذبَ الأفواهَ تنطِقُ أحرفي

والدّهرُ يحضنُ باسمًا أشيائيا

إنّي تركتُ خمائليْ مفتوحةً

يرتادُ كلُّ معذَّبٍ أجوائيا

والنّارُ لن تكويْ أصابعَ راحتي

وزوابعٌ ليست تزيدُ عنائيا

فلقد هجرتُ كهوفَ خيباتي وقد

ودّعتُ قبْوَ كوارثي وبكائيا

الأرضُ ليْ وجميعُ ما أحببتُ ليْ

وغدًا سأدخلُ كالملاكِ سمائيا

طفلًا ظلِلتُ وكالحَمامِ سلكتُ في

دُنيايَ صُنتُ من الغبارِ ردائيا

وأنا لهذا سوف أحيا خالدًا

أنمو ولا شيءٌ يهُزُّ بقائيا

ومعي تعيشُ بلابلٌ وزنابقٌ

وبوجهِ ما يُدمي سأُطلِقُ لائيا


القس جوزيف إيليا


bottom of page