حوار: إعداد أحمد الصويري
محلّقًا في الأصالة والتجديد، ومتنقّلاً من العمود إلى الومضات الشعريّة الّتي تزيد من الدهشة لدى من يقرأ أشعاره، وما يزال يشعر بالضجر إذا شعر أنّ قصيدته كاملة ونهائيّة، وبعد الكثير من الإنجازات الإبداعيّة والإداريّة والتنظيميّة في المشهد الثقافيّ، قرّر ألَّاينشغل إلّا بتجربته الشعريّة. الشاعر محمّد إبراهيم يعقوب واحد من روّاد القصيدة السعوديّة المعاصرة، يفتح لنا الكثير من أبواب صدره وفكره في هذا الحوار..
يبرع محمد إبراهيم يعقوب في (قصيدة الومضة)، هل وراء هذه التقنية رسالة مفادها أن زمن القصيدة الطويلة قد ولّى؟ للوهلة الأولى ظننتُ أنّ في هذا السؤال مباغتةً لا تؤهّله ليكون سؤالاً أولاً في الحوار، لكنّي تراجعت سريعاً عن ظنّي هذا. لربما هذا ما أريد الحديث عنه تماماً.
شكراً يا صديقي على كلمة "يبرع" وصدقني ليست المسألة براعة، إنما هي كؤوس، كل هذه الأشكال إنما هي كؤوس، سواءً قصيدة العمود طالت أم قصرت، قصيدة التفعيلة، قصيدة الومضة، وحتى قصيدة النثر. البراعة فيما يُسكب داخل هذه الكؤوس إن خمراً وإن ظمأَ!
هنالك من الشعراء من وجد صوته الخاص في شكل شعريّ ما، وهذا اختياره، والتجربة الشعرية لكل شاعرٍ هي مجموعة من الاختيارات على كل حال. بالنسبة لي الأمر يختلف فأجمل خياراتي هي الضجر، تكمن أهمية الشاعر في قدرته الدائمة على الضجر ـ كما يقول نزار قباني. أشعر بالضجر مما يُكتب ويُعدّ نهائياً، بل ونموذجاً يُحتذى به، وأشعر بالضجر أكثر إذا شعرت أن القصيدة التي أكتبها ـ لا أتحدّث هنا على المستوى الإيقاعي فحسب ـ هي قصيدة كاملة ونهائية وتمثّلني تمثيلاً تامّاً، لم أشعر بهذا طوال حياتي، ما إن يطمئنّ قلبي إلى حالةٍ شعريةٍ ما حتى أحاول التمرّد عليها، هل أفلح أم لا هذا أمر آخر، حسبي أن أحاول دائماً كتابة شعرٍ مختلفٍ حتى عنّي أنا.
أدرك تماماً أن أقصى ما يسعى إليه شاعرٌ أن يكون له صوته الخاص ومعجمه الخاص وأسلوبه الخاص، السؤال الأهم عندي وماذا بعد؟! على الشاعر أن يمضي في متاهات جديدة على كافة الأصعدة من الأشكال والموضوعات وطريقة التناول. على أمل أن يظلّ الشعر حرَّاً حتى إزاء نفسه. في تجربتي كتبتُ قصائد طويلة تصل إلى حدود ستين بيتاً وقصائد قصيرة، وقصائد تفعيلة، وجرّبت القصائد المكثّفة في بيتين أو أكثر.
أما هل زمن القصيدة الطويلة ولّى؟!! لا أعتقد ذلك، سيظلُّ كل وعاءٍ شعري ـ وهو وعيٌ شعريٌ بشكل أو بآخر ـ حاضراً ما دام هناك شعراء وهناك اختيارات في طريقة التناول والتعبير.
- بالعودة إلى سيرتك الذاتية، أنت واحد من الشعراء المعاصرين الذين حصلوا على الكثير من الجوائز، هل ترى أنّ الجوائز تشكّل تكريماً حقيقيًّا للشاعر؟ أم أنّها مجرّد نافذة إعلاميّة؟
لا أعلم كيف ذهبت بي الخُطى في هذا الطريق. ربما كان الشاعر بحاجةٍ إلى أن يُلوّح من بعيد. في فترةٍ من أدبنا العربيّ كان النقد منظّراً وفاحصاً وداعماً. أذكر على سبيل المثال عندنا في المملكة العربية السعودية في فترة الثمانينات أو ما تُسمّى بحركة الحداثة كان الإبداع يسير جنباً إلى جنبٍ مع النقد الأدبي حتى لتجد الأمسية عبارة عن مجموعة من الشعراء يلقون قصائهم ثم يصعد ناقدٌ ليقرأ هذه النصوص نقدياً في نفس الأمسية، لك أن تتخيّل ذلك. كما أن الدراسات النقدية التي كانت تصدر في مسارٍ موازٍ مع الدواوين أو المجموعات القصصية تشير إلى ذلك مثلاً: "ثقافة الصحراء" للدكتور سعد البازعي، أو "الكتابة خارج الأقواس" للدكتور سعيد السريحي، وغيرها.
أما نحن جيل التسعينات وما بعدها فعلى الأقل لم نحظَ بشيءٍ من ذلك إلا القليل النادر، هل كانت المشاركة في الجوائز نوعاً من التنويه بأننا هنا؟!، ربما. ومع ذلك لا بد أن نؤكد حقيقتين هنا:
الأولى: أن لا شاعر حقيقيّ يحترم مشروعه الخاص يكتب من أجل جائزةٍ ما. أغلب من تحصّل على جوائز شعرية هم شعراء لديهم مشروع شعري يعملون عليه، أقول أغلب، ربما يكون هناك ضربة حظّ لهذا الشاعر أو ذاك.
الثانية: يستحيل على مسابقة شعرية أو جائزة شعرية أن تصنع شاعراً، هي حفنة ضوء باذخة في لحظة ما على الشاعر أن يستثمرها في مواصلة ما يسعى لإنجازه ضمن رؤيته الشعرية الخاصة. وبصدق أنا أحترم المبدع الذي لم يفز بجائزة قطّ وما زال مؤمناً بنفسه ومشروعه.
- محمد إبراهيم يعقوب إنسان منظّم في حياته، كيف تؤلف بين طريقتك المنظّمة في الحياة وبين الشعر الذي لا يعرف التنظيم أو التخطيط؟
لن أحدّثك عن الانضباط الذي يسم معظم التجارب الإبداعية الفارقة فلستُ واحداً منهم كما أظنّ، لكنّي أعتقد أن دراستي لتخصص الفيزياء أثّرت عليّ بشكلٍ أو آخر، هذا العقل العملي يمتلك مساحة واسعة من مسَاعِيَّ وغاياتي وتفسيراتي ورتم الأداء لديّ، دون أن نغفل بالطبع شعرة الجنون التي تربط بين الفيزياء والشعر. هل أثّرت هذه العقلية العلمية المنظمّة على تجربتي الشعرية ـ وهذا ما يهمّ المتلقّي ـ؟ لا أستطيع الجزم ولم يدرس ناقدٌ ما هذه العلاقة في تجربتي. ما أستطيع قوله أنّ قصيدتي تخضع لتأمّلٍ حاذقٍ بالقدر الذي يرضيني أنا أولاً كذائقةٍ شعريةٍ ولا أقصد هنا الصواب والخطأ ـ فأنا أخطئ دائماً ـ إنما أقصد البناء والتراكيب والانتقالات والحذف والقبض والبسط، يضاف إلى هذا أيضاً ما تحدّثنا عنه سابقاً من الانتباه العميق لعدم التكرار، تكرار الذات الذي أعدّه فخّاً لنا جميعاً.
- تسلّمت العديد من المهامّ الإداريّة ثمّ تخلّيت عنها، هل تتعارض الجبّة الإداريّة مع الجبّة الشعريّة؟
ثمّ تخلّيت عنها هكذا لسببٍ أو لآخر. ألا تجد معي أن جملة " تخليت عنها " تبعث على الراحة؟!!، هي إنجاز في حدّ ذاته. أنا معنيٌّ منذ دخلت تجربة الشعر بالمشهد الثقافي، بالمساهمة في تشكيله وترتيبه والإضافة إليه، كنت عضواً فاعلاً في كثيرٍ من اللجان، لا أخفيك كنت مؤمناً بجدوى الثقافة كفعلٍ عموميّ، تخيّل!
كنتُ أول رئيس منتخب لنادي جازان الأدبي، أسست وأشرفت وكنت أميناً عاماً لجائزة السنوسي الشعرية لسِتِّ دوراتٍ متتالية، وأكثر من ذلك كنت أحلم باجتراح مؤسسة ثقافية تُعنى بالشأن الثقافي في منطقة جازان، هل تستطيع أن تتخيّل ذلك؟!! الآن المؤسسة الثقافية الوحيدة التي تعنيني وأشتغل عليها هي تجربتي الشعرية فحسب:
الدافع الشخصيّ قلَّ
ليَ الغموض الرحب في اللغة الشهيّة
ليس لي ضدّ الحياة تحفّظٌ
لم أكسر المرآة عن عمدٍ
لأجرح ظلّ ما تخشونه فعلاً
ولكنني مللت من التأنّق في الكلامْ!
- جائزة السنوسي الّتي أشرفت عليها فاز بها شعراء يكتبون أشكال الشعر المختلفة (عمود، تفعيلة، نثر) فهل أنت من المتصالحين مع الشكل بخاصّة وأنّك لا تكتب قصيدة النثر حسب علمي؟
أحببت عبارة " أنت من المتصالحين "، أنا لست متصالحاً مع شيء يا صديقي، كل ما في الأمر أنني أحاول أن أميّز الشعر. هناك شعر وهناك شيء آخر. لم يرتبط الشعر عندي يوماً بشكلٍ ما. أحترم الشكل الذي تسكب فيه روحك، لكن أقنعني داخل هذا الشكل أو ذاك أن ما تكتبه يقترب بطريقةٍ ما من ملكوت الشعر. أتفّق أن الحكم على شعرية القصيدة العمودية أسهل من الحكم على قصيدة التفعيلة، والحكم على قصيدة التفعيلة أسهل من الحكم على قصيدة النثر، على الأقل بالنسبة لي. مما يجعل المسؤولية على كتّاب قصيدة النثر أعظم لو هم أدركوا ذلك. الإيقاع أحيانًا يوهمنا بشعرية ما غير متوافرة. ليست كل قصيدة عمودية أو خليلية شعراً، كما أن قصيدة التفعيلة تُعدّ شرَكاً كبيراً للعديد من الشعراء إذا لم يحذروا. أما قصيدة النثر ففي ظني المتواضع جدًا والذي لا يلزم أحدًا، هناك كتّاب نادرون يكتبون ما يُسمّى قصيدة النثر بجدارة، لكن ليس هناك ـ إلى الآن وبعد كل هذه السنوات ـ تيار واضح وسمات خاصة لقصيدة نثر عربية يمكن الاستناد إليها بطمأنينة.
- ما الّذي (ليس يعنيك كثيراً)؟
هذا عنوان ديواني الخامس " ليس يعنيني كثيراً ـ 2015 م " وأعترف أن العنوان كان مقصوداً تماماً كما في سؤالك، ولقد فاز هذا الديوان بجائزة محمد الثبيتي للإبداع كأفضل ديوان شعري واحتوى على قصائد تفعيلة بالكامل. الفكرة الأهم وربما تُفسّر عنوان الديوان قليلاً أنه جاء بعد ديواني " الأمر ليس كما تظنّ ـ 2013 م“. عندما أدركت أن الأمر ليس كما أظنّ أصبح الأمر لا يعنيني كثيراً، هكذا!
- ما العوامل التي تشكّل عليها وعيك الشعريّ؟
سأعدّدها لك تباعاً ولم أفعل ذلك من قبل:
- الظلّ
- الحاجة إلى تعريفٍ ما
- محمد الطفل
- مزّية الفقر
- غياب أبي في البحر لأيامٍ
- الحدس
- روح المجازفة التي لا تفكّر في العواقب
- الوحشة
- أمّي
- جازان
- البحر
- القراءات العشوائية
- الإحساس بالإيقاع دون وعي
- الإيمان أن الشعر إثمٌ ما
- القصائد العمودية البائسة التي كنت أسمعها في مرحلة البدايات
- عبد الله البردّوني
- أمل دنقل
- حسب الشيخ جعفر
- محمد عفيفي مطر
- فوزي بالجائزة الثانية في الشعر في أول مسابقة شعرية دخلتها
- مهابة الشعر التي لم تنطفئ في داخلي أبدًا
- برج العذراء
- الحبّ
- شعور أني مدينٌ للشعر بشيءٍ ما
- الضجر
- العمل بسرّية
- الصمت
- العمل بجدّ
- عدم تصديق أني شاعر حتى هذه اللحظة
- الرهبة العظيمة من نشر ديواني الأول " رهبة الظلّ "
وهكذا تورّط بي الشعر..
طبعاً كل نقطة من هذه النقاط تحتاج شروحات عن كيف كان تأثيرها على تشكيل الوعي الشعريّ لدى محمد، ولا تكفي المساحة لكل ذلك.
- منذ مجموعتك (رهبة الظلّ) إلى أحدث إصداراتك (مجازفة العارف) مَنْ كان محمد إبراهيم يعقوب؟ وماذا أصبح؟ وما الذي تغيّر في قصيدته منذ ذاك الوقت؟
لا أتذكر الآن أين قرأت أن هناك عاملاً يكاد يكون مشتركاً بين المبدعين الكبار أن لديهم معلماً ملهماً في بداياتهم. أنا كنت تائهاً حتى وجدت الشعر. لم يعلمني أحدٌ بالمعنى الحرفيّ، لكنّ الشعر علمني كلّ شيءٍ تقريباً. كل نصّ هو ورشة عمل إنسانية وفنية وإبداعية، أسوةً بالبحر تركت نفسي للشعر يذهب بي أين وكيفما يشاء. لك أن تتأمّل عنوان الديوان الأول "رهبة الظلّ" وما فيه من رهبة وتوجّس وخطى مرتجفة كي ترى الفرق بينه وبين عنوان الديوان الأخير "مجازفة العارف" هذا المجازف والعارف في آنٍ. ربما تستطيع أن تدرك ما مدى قدرة الشعر على تشكيل روح محمد طوال أكثر من عشرين سنة. أنا نسبٌ شعريٌّ خالص. لست مبالغاً ولا أدّعي ما لم أعشه حقيقةً. ما أشعر به حقيقةً أنني لم أكافئ الشعر بدرجةٍ كافية لذا تفرّغت الآن للشعر. أطمح ـ يا صديقي ـ أن أحدث فرقاً.
بالنسبة لقصيدة محمد قد يطول الشرح هنا، لكن دعني ألخّص لك الأمر في التالي:
في بدايات تجربتي الشعرية أعتقد أنّ القصيدة كانت تحاول فرض إيقاعها على العالم، الآن على القصيدة أن تتوخّى الحذر وأن تحاول دائماً مواءمة خطواتها مع إيقاع العالم بشرط أن تحدث فرقاً ليس في العالم فهذا أمر بعيد المنال، ولكن في روح الشاعر أولاً وقبل كل شيء، وربما في روح قارئٍ متخيّلٍ واحدٍ في كل هذا العالم.
- ما الدور الذي يقوم به الشعر اليوم؟ وهل تجده مؤثّراً؟
ريتشاردز صاحب كتاب " معنى المعنى " كان يقول: الشعر ينقذنا. بعد كل هذه التجربة لا أعتقد أن باستطاعة الشعر أن ينقذ العالم. لكنه بالتأكيد استطاع إنقاذي. كل شاعر حقيقيّ لا بدّ أن الشعر أنقذه بشكل أو بآخر.
تأثير الشعر أكثر تعقيداً مما نظنّ، قد يشبه الأمر التعقيد الإنسانيّ كله.
نجد حضوراً واضحاً لعنصري المكان والتراث في قصائدك، هل هناك (غايةٌ في نفس يعقوب) من استحضار هذين العنصرين بشكلٍ جليّ؟
مصطلح التراث مصطلح فضفاض جداً خاصة بالنسبة للشعر، وواسع جداً بالنسبة للشاعر. أعتقد أنّ تماسّ بداياتي مع البردونيّ وأمل دنقل أثّر في اختياراتي لطريقة التعامل مع التراث. كلما تقدّمت بك التجربة تصبح أكثر انحيازاً للحظتك الراهنة دون أن تتجاوز كل ما قرأت من معارف سابقة على كافة المستويات. هذا يزيد التجربة غنىً، لكن على الشاعر أن يلتصق بلحظته، في ظني أن الزمن بالنسبة للشعر يُعادل المكان بالنسبة للرواية. على الشاعر أن يستلهم ويعيش الآن ويشكّل رؤيا جديدة للعالم في المستقبل.
- أين ترى الحركة النقديّة اليوم، وبالتحديد نقد الشعر العربيّ المعاصر؟ هل ترى أن التجارب الشعريّة الجديدة تحظى باهتمام النقّاد؟
حركة النقد الأدبيّ توقفت منذ زمن، وأقصد حركة النقد " الأدبيّ ". لأسبابٍ كثيرة ربما كنت ذكرتها في عدة لقاءات لي. ومع ذلك يجب الإشارة إلى القراءات النقدية الانطباعية هنا وهناك، بالإضافة إلى الرسائل الجامعية والبحوث الأكاديمية. لكن حركة نقد أدبيّ بمعناها الفعليّ أظنها لم تعد في المتناول أصلاً.
- كيف تلخّص المشهد الشعريّ السعوديّ اليوم؟
ونحن نحتفي كشعراء عرب بمبادرة كريمة من أعلى سلطة تمثّل الدولة في المملكة العربية السعودية ألا وهي رئاسة مجلس الوزراء بتسميَة عام 2023 عاماً للشعر العربي، لا شك أن في ذلك دلالة واضحة على الالتفات الواعي والمؤمن بدور الثقافة عامة والشعر خاصة في تشكيل الصورة عن الحالة الثقافية التي تشهدها المملكة هذه الأيام.
قبل أن تُنشأ وزارة الثقافة كنت أقول: إنّ لدينا مشهداً شعرياً سعودياً نابضاً بالحياة، وإن أيّ مؤسسة ثقافية تحت أيّ مسمّى ستجد أرضاً خصبة وقدرات هائلة وتجارب واعية ومتحققة تنتظر فقط فضاءً رحباً للتحليق، وقد فعلت وزارة الثقافة ذلك بامتياز تُشكر عليه، ونبارك لها كل هذه الجهود في سبيل إظهار ثقافة المملكة العربية السعودية بشكل مختلف وفق رؤية وإيمان وهوّية خاصة.ما يميّز المشهد الشعري في السعودية ـ حتى يكون الحديث فيما أعرف على الأقلّ ـ عدة أمور لا يخطئها المتابع للمشهد:
أولاً: هناك أجيال شعرية ممتدة من قبل جيل الثمانينات إلى هذه اللحظة، يحظى كل منها بالتقدير المستحقّ، والمساحة الواسعة للقول.
ثانياً: استطاعت التجربة الشعرية السعودية خلق هوّية خاصة بها ـ وهذا حدث على مدى أجيال بالطبع ـ ما أقصده أن هناك تجارب سعودية متحققة الآن ليس على مستوى المملكة بل على مستوى العالم العربي تكتب قصيدتها التي تُقرأ وتؤثّر.
ثالثاً: يشهد المشهد الشعري السعودي ديناميكية رحبة في تقبّل الأسماء الجديدة والتجارب الجديدة ـ لا شك أن وسائل التواصل الاجتماعي كان لها دور في ذلك ـ لكني أشعر أن المشهد يتميّز بانفتاحٍ مرنٍ ويتّسع لكل صوتٍ وكل جديد.
رابعاً: الجيل الشاب جيلٌ واعٍ كنت ولا زلت أراهن عليه، سيجد كلٌّ منهم صوته الخاص، وطريقته الخاصة في الوصول إلى منجزه الشخصيّ شريطة الاستمرار والعمل الدؤوب والإيمان بما يكتب.
- قلت مرّةً: "إنّ على الشاعر أن يخوض مغامرات جديدة"، ما المغامرات التي تخوضها الآن؟
لا يمكن للشعر إلا أن يخوض مغامرات جديدة. انتظروني في عام 2024 م بإذن الله.
Comments