شعر: "أنا والتي في المرايا" مروة حلاوة – سوريا
ما بين غرقي فيها وانشطاري عنها كانت دموع وقصيدة:
يا فتاةً تشتّتتْ في الجهاتِ
وُلدتْ من تأوّه الناياتِ
خاتمُ الأمنيات كان لديها
ورَمَتهُ واستوطنتْ مرآتي
أقصري القولَ لم يعد بي اكتراثٌ
لحديث الجمال والصبواتِ
أقصري ما لديك أو فاستديري
مثل كلّ الصحابِ في خيباتي
سائليهم ولا تُلحّي كثيرًا
وحدهُ الشعرُ صَيرفيُّ حياتي
بيتُ سرّي ببيت شعري توارى
والمقاماتُ دوّرتْ أغنياتي
لم تعودي ارتكازةً لمداري
هيأتي أنتِ والقصيدةُ ذاتي
ستشيخين والقصيدةُ حبلى
بمعانٍ في خاطر الصفحات
صنْعتي الرسمُ بالحروف وصوتي
مثل قلبي مشرّدٌ بدواتي
أَنطرُ الكرمَ كي يكون نبيذي
صفوةَ الخمر في دم الفرشاة
تعبتْ هذه الأصابعُ جدًّا
من حصاد النجوم كي تقتاتي
يزعم الناسُ أنّ حسنَك أعلى
من بياني وفوق كلّ صفاتي
وبأنّي بدون عينيكِ أبدو
مثل نقلِ النصوص في الترجمات
اتركيني بلا جمالكِ يومًا
وسأحيا أنوثتي في انفلاتي
وسأُلقي بجملةٍ من غيومٍ
آخر الصيف في فم الفلوات
اذهبي الآن إنّ حسنكِ أسمى
من دموعي وحسرتي وعِظاتي
لك شعبٌ يحبّ ان يتغنّى
بكرامات مقلتيكِ اللواتي
يَتعطّفن بالسحابة رفقًا
بعِطاش الورود في الشرفات
وليَ السير والرؤى حافياتٌ
في دروبي كأحرفي الحافيات
وليَ البحر والنوارس صحبي
وحنينُ الأعماق في مرساتي
ويتامى الغيوم تنقرُ أفقي
فتسيلُ البلادُ في عبَراتي
ومعاناةُ كوكبٍ يتشظّى
ساقهُ الليلُ في جهات شتاتي
اذهبي الآن لا أريدكِ نهْبًا
لاضطرام الجحيم تحت لهاتي
قصبُ السكّر الذي في قوامي
قابَ شطّين من بُكى النوتات
Comments