فقد القارئ نكهة النص الشعريّ، بالأخصّ (قصيدة النثر) التي غلب عليها التغريب والغموض، وكثير من الأمور التي لا تمتّ بِصلة لقصيدة النثر، وبعد أن فقدت ذائقتنا نكهة النصوص الشعريّة المفتقدة لشاعريَّتها ومفرداتها وأفكارها، هناك ما يميزها في ظلّ صيحات النقد الحديث بتجاور الفنون وتداخلها، وهنالك الكثير من المدَّعين بمعرفتهم باشتراطاتها وشروطها، إلا أنّ مراجعة نصوصهم تكشف عن مدى التزامهم بتلك الاشتراطات التي أفصح عنها بعض نقاد الغرب والعرب، وبات القلق يساورني؛ بل هناك شعور بعدم رغبة في الدخول إلى النصّ الشعريّ بتنوّعاته؛ لأنّه قد يكون ـ مثلما هو متوقع ـ عبارة عن أسطرة مفردات، وحشوًا لغويًّا يخلو من أي معنى أو متعة، أو جماليّة تذكر. وعلى الرغم من تعلقي الشديد بالشعر وتفضيله على الأجناس الأدبيّة الأخرى، بت أزهد في شراء أي نتاج شعري لسد رمقي المعرفيّ والثقافيّ، ولكن، بقي هاجس يراودني بأنني ربما يومًا ما سأقرأ لشاعر مختلف يستطيع جذبي لنصوصه، وما إن وقع بيدي كتاب (سيرة ليست لهولاكو) للشاعر والأكاديمي (أحمد جار الله ياسين)، حتى تحفزت بدءًا لقراءته؛ لأنّي على يقين أن كاتبها مبدع في جميع ما كتب، ولا يحتاج لهذه السطور منّي، ولكن إنصافًا للإبداع أقول إنّ نصّه الشعريَّ مختلف شكلًا،ومضمونًا ودلالة وتأويلًا.
تأتي هذه السطور لتقديم إضاءة نقديّة موجزة مكثفة لهذا المنجز بالأخصّ؛ لذا سنشرع بعتبة العنوان، للوقوف على قصديّة الاختيار في بثّ إرساليّات الإشهار، بالتمعّن في دلالة العنوان المحفزة لمتلقيها، صارخةً للكشف كما لو لم تكن، لو أن الكتاب كان عنوانه "سيرة الشهداء من غزو هولاكو حتى اليوم"، لكنّه عمد إلى الاختصار؛ لشدِّ المتلقي إلى تلك السيرة، ونفي تلك السيرة من أن تكون لهولاكو، إذن سيرة من، إذا لم تكن لهولاكو؟ وما مقصدية الشاعر من توظيف شخصية (هولاكو) ووضعها نصب عين القارئ من دون الطرف الآخر المقصود بالبوح الشعري؟
ثمة دلالات فيها فعل كبير لتلك الشخصية وفي ذلك التاريخ حصرًا، من دون غيرها لشخصيّات أخرى، فهو يشير لبداية السلوكات اللإنسانية التي يعيشها المجتمع، وما زال يعاني منها،ويظنها لن تنتهيَ، والضوء مسلط فيها على الغازين فقط (القادة)، في حين يهمل التاريخ سير هؤلاء الشهداء، والضحايا بفعل غزواتهم الوحشيّة، فهو قدم بعنوانه إشارة اختلاف نصه الشعري عن المدونات الأخرى التي اهتمّت بسير القادة الغزاة، وقدّم كتابه سيرة للشّهداء، نريد من هذه النقطة الكشف عن سيرتين وعالمين متعارضين.
هذا التعارض له علاقة وثيقة بين عالمين مختلفين، (الواقع والتاريخ)، (الحرب والسلم)، (الغزاة، والضحايا)، فالشّاعر بسخريّة سوداء حاول أن يغازل الجرح العراقيّ النازف، وحفلات الموت الصاخبة والمستمّرة منذ أزمان بفعل الحروب المستمرة والمتنوعة، وهو بهذه السخريّة قد كشف عن رفض واستنكار لما يحصل للجسد العراقيّ من انتهاكات معلنة، بحيث يسحب القارئ من جو الحزن والموت والألم؛ ليقف به محايدًا، وهو ـ إلى جانب ذلك ـ من يستكشف بنفسه كيف أصبح مائدة ممتدة لزمن طويل، وكيفيّة تمسّكه بتاريخ دمويّ لا يسمن ولا يغني سوى أن يجعل منه فريسة لسياسييّ الحاضر الذين وجدوا في ذلك التاريخ ما يشبع نهمهم الدمويّ.
يفتتح ديوانه الشعريّ بنص يقع تحت عنوان ((وطن في بطن كنغر))، إذ يختصر الشاعر الوطن بحمولاته الدلاليّة المتنوعة في بطن كنغر، ويقدّم احتماليّة مجاورة العراق لدولة أستراليا، فيقول في ذلك النصّ:
لو كان العراق مجاورًا لأستراليا
لقفزت في بطن أول كنغر يمرُّ بجوار الحدود...
غير مبالٍ بما ستقوله كتب التاريخ عنّي
أو ما سيصرخ به فيصل القاسم
سأقفز مغمض القلب ولن ألتفت إلى الوراء
هذا التوظيف المكانيّ لا يخلو من قصديّة المقاربة بين الدولتين، ليقيم مقاربة بين دلالتين (الكبر والاتساع)، بيد أنّه لا يتّسع لإيوائهم، (والضيق والابتلاع) للمهجر وأحضان المنافي أو إلى القبور، وبما أن أستراليا مكان بعيد جدًا، ويصعب وصول العراقيّ المهاجر أو المنفيّ إليه، فإنّه يفترض وقوع احتماليّة المجاورة، ويصف كيف تبتلع تلك الدولة ذلك المهاجر وتاريخه وتراثه وإرثه الحضاري الضارب في القدم، فهو مستعدّ للتنازل عن كلّ ذلك، وكل ما يمتُّ للوطن بِصِلَة، ويُلغي التاريخ، ويقفز لذلك المكان بنفسه وملابسه فقط، فقال:
وأقفز بملابسي فقط...
كي لا أكون ثقيلًا في بطن الكنغر
إنّ الشاعر لا يتوقف في اختيار المنفى للإقامة فيه؛ بل راح يختار أمكنة أخرى، كذلك لم يكن الاختيار اعتباطًا، فهو يقارب بين أمكنة مركزيّة وأخرى هامشيّة، ويوضح بنصه كيف تعتني هذه الدول بالإنسان على حساب التاريخ، نحو دولة (فيتنام)، هذه الدولة التي لا تولي اهتمامًا كبيرًا بالتمجيد للإرث والتراث، بقدر الاهتمام بالحصول على لقمة العيش لبقاء الإنسان، وكيفيّة السعي في الحصول على القوت من مزارعه البسيطة، لذلك نجد الشاعر يتمنى أن يكون مواطنًا فيتناميًّا، ليرمي عن كاهله ذلك الإرث الثقيل، في محاولة للتخلص من هويّة تاريخيّة لم تعطِ اعتبارًا للإنسان بقدر اعتبارات أخرى لا تمتّ بصلة للإنسانيّة، إذ قال في نصه ((شنغ لو شانغ)):
لو كنت فيتناميًّا
لتخلّصت من كوني حفيدًا لطارق بن زياد
وضوضاء معاركه ومقولاته الرّنانة
وارتضيت بكوني حفيدًا لشنغ لو شانغ
المزارع الفيتنامي البسيط
الذي لم يترك للتاريخ مقولات خالدة
أو سيفًا ذهبيًّا
أو بلادًا فتحها بليلتين وخطبة حماسيّة
وإنّما ترك بقرة واحدة فقط
يحلبها أحفاده
ثم يجففون الحليب
ويبيعونه
لأحفاد طارق بن زياد!!
ويذهب إلى ذلك المعنى المتمرد في نصٍّ آخر من الديوان وهو (عازف الناس...وحيدًا في الحرب)، فضلًا عن العنوانات الأخرى التي تشير إلى حالة الصمت إزاء هذا الوضع، حيث يقول في نص (أشششششش):
في سيناريو الحرب
يتوقف كلُّ شيء عن الحركة
ينقل الشاعر حالة السكون والصمت التي يعيشها الناس في أجواء الحرب على المفردات، ويزجّ القارئ في سطوة ذلك الصمت بكلّ حواسه لسيناريو الحرب، لتمثيله على المستويين اللغويّ والواقعيّ في حالة الحرب نحو صمت: (الغيم، النهر، الأقدام، العيون، الجفون، والأنفاس، الذكريات...)، والإنصات لشيء واحد هو: (لسان مقدم النشرات الإخباريّة)، فيقول في ختام نصه:
إلا لسان مقدّم نشرة الأخبار
وهو يتحدّث بحماس عن ألف قتيل
أُضيفوا إلى الأشياء الساكنة في هذه البلاد!!
وكيف أنّ العقليّة العراقيّة هي من استسلمت لتاريخها؛ لتعيش حاضرًا ساكنًا يخلو من مظاهر الحياة سوى أنّهم يتنفسون، لكنّهم معدمون مهددون مشرّدون بين المنافي والمخيمات والشوارع وأرصفة البلدان الأخرى، والقبول بالصمت دليل على الاستسلام للموت، ويغدون أرقامًا في سجلات الحرب، ففي نص (هل تعلم؟):
لا توجد صورة أقسى
من صورة (10000) كتاب في الفلسفة
على رفّ مكتبة في وطن
فيه طفلواحدمشرد!!
وفي نصوص أخرى من الديوان رسم الشاعر صورة ساخرة تهكميّة تكشف عن صورة اللص بين الأمس واليوم من حيث المظهر، والوقت والمادة المسروقة، والذكاء لكليهما، ومقصديات الفعل اللصوصي، إشارة منه للفرق الشاسع بين اللصوصية السلطوية الجديدة والقديمة الفردية، إذ انهمك اللصوص الجدد باهتمامات شخصية على حساب الآخرين، بغية تجميع المال والحيازة على أكبر قدر ممكن منه بشتى الطرق والحيل، تأكيداً لقوتهم وسلطتهم التي تؤهلهم للبقاء في سلطانهم، في حين اللص القديم انهمك (بوضع النظارات السود، وارتداء القفازات السميكة)، لإبعاد الشبهة عنه، فيمتلك من الثعلب ذكائه، ليتمكن ليلاً من عمليات السرقة، فكانوا يختارون توقيتات بعينها(غياب القمر، ازدحام الأسواق، أيام الأعياد، ...)، أي يتحين فرص الغياب والإهمال والازدحام، أما الفعل اللصوصي بصورته الجديدة لم ينشغل بوقت معين بل جعل الوقت مفتوحاً، وتغافل بفعله عن كلّ ما يتعلق بالإنسان المسروق الذي سُرق أبسط مقومات حياته، وممكنات عيشه الذي يتوجب عليهم تقديمه للفرد من قبلهم، بيد أنهم سرقوا حياته في وضح النهار، في حين اللص السابق لا يتعدى فعله سوى ما يمكنه من توفير لقمة العيش، وإنقاذه من حالة العيش المدمرة، وأحال عن هذا الفارق بينهما في نصّ (اللصوص ..طبعة جديدة ومنقحة)، الذي قال فيه:
كان اللصوص يضعون النظارات السود على أعينهم
ويرتدون قفازات سميكة
ويتمتعون بذكاء الثعالب
ويستمتعون بهرولة الليل إليهم
وغياب القمر
واختفاء كلب الجيران
وتنتعش أنفاسهم في الأسواق المزدحمة
وأيام الأعياد
وتلتمع عيونهم الصّفر
بالعثور على
جدران منخفضة
وأسلاك شائكة صينيّة المنشأ
وأبواب بأقفال صغيرة
ونوافذ أهمل إغلاقها أصحابها الرومانسيّون
وحقائب نسويّة معلقة على كتف متعب
اليوم
اللصوص تغيروا تمامًا
واختصارًا لسماتهم الجديدة
)...) وستجدهم بانتظارك .. بلا نظارات، ولا قفازات، ولا ذكاء، ولا دهاء يسرقون منك كلَّ شيء.. بدءًا من وطنك حتى جوربك المثقوب
وذهب الشاعر يبوح عن المهن ذات العمق التاريخي وهي أكثر إيلامًا، كيف هيمنت الحرب وتحولاتها على بعض منها، وغدت ماضيًا يُستذكر نحو: (مهنة بائع الورد، وصناعة المراجيح، وتجارة الكتب)، ونلتمس ما ذهبنا إليه في نصّ (مهن)، الذي قال فيه:
في سوق الحرب
تنقرض مهن عديدة
مثلاً بائع الورود
منسق حفلات الأعراس
أو مهنة مطربي الفنادق الرخيصة
وكذلك مهن
صناع المراجيح ودواليب الهواء
بيع الماكياج، تجارة الكتب
لا سيما التي تتحدث عن فنون الطبخ والرشاقة والجمال
وفي جميع المهن التي تمّ ذكرها حياة ووجود، سواء للإنسان أو عقله، بيد أن الحرب قرضتها؛ لتعلن عن حضور مهنة أخرى، وتبقى هي المهنة المهيمنة والسائدة، هي مهنة (حفاري القبور)، التي يُبدي الشاعر تعجُّبه واستغرابه كيف بقيت مزدهرة، في ظلّ سلطة اللون الأسود ورائحة الكافور التي قتلت رائحة الجوري والياسمين، إعلانًا وإيذانًا بتحوّل الذائقة التي لا يهمها الإنسان الحي بقدر انشغالها بالميت، لذلك يرى الحياة ساكنة، إشارة إلى سلطة الحرب التي تفضي في النهاية إلى موت كلّ مباهج الحياة، فقال في نصّه (مهن):
وتزدهر وحدها
مهنة حفاري القبور!!
وهناك الكثير من الرؤى والأفكار المبثوثة التي يطرحها محاولةً لنقد الواقع المعاش والحياة اليوميّة المسكونة بهاجس الخراب، والموت البطيء، بفعل السياسات الخاطئة والحروب التي تقصد استهلاك الجسد والعقل، وتحويله لرقم يضاف لسجل الانتصار الزائف الذي يظنّ به محققوه نصرًا، ولا يعلمون أنه خسارة للكائن وإنسانيّته منذ زمن (هولاكو) إلى يومنا هذا، فعمد الشاعر إلى زج القارئ من دون وعي معه وكأنه يعيش تلك الخسارات المتراكمة منذ ذلك التاريخ وما زال يتكبدها الجميع، عبر مدوّنته الشعريّة، فيجعل القارئ شريكًا معه في أرض المعركة وفي الحروب المتناسلة وأن لم يعشها واقعاً، ويتلقى تراكماتها وخساراتها، فيعيش أجواء الحروب الوحشيّة، في عالمه الشعريّ الذي تناثرت فيه جثث الشهداء على مرّ العصور، ولم يترك جزئيّة من يوميّات الضحيّة لمختلف الحروب التي عاشها على المستوى الواقعيّ، والنفسيّ، والثقافيّ إلا ورسمها بمفرداته وصوره.
استطاع الشاعر أن يستجلب إلى عالمه الشعري معاناة الفرد والآثار النفسية وتبعات ما تتركه الحروب من حزن وثقل على الواقع النفسي والواقع المعيشي، ولعلّه بذلك الاستدعاء تتم فعل المواجهة بينهما، وبالمواجهة إزاحة عن نفوسهم قليلًا من تلك التبعات النفسية المؤلمة. وكان بإمكان الشاعر عدم إثقال النص بتلك المواجع والهموم والمآسي، ويستدعي للقارئ المباهج التي يستشعرها الغزاة، وفرح الانتصار، لكن هذه القصديّة في التركيز على الجانب النفسي للضحية هو فضح للفوضى والعبث والعدوان الانتقامي للحروب، فالنص هو بيان لسيرة هؤلاء الشهداء/ الضحايا وتناسل معاناتهم، فالنصّ كشف عن الوظيفة الصافية لكبش الفداء التقليديّ في تلك الحروب.
ومن هنا فإنّ النص يبوح عن ثنائية الهامش نحو: (الضحايا/ الناس/ الجنود) الذين نرى من خلالهم الأحداث الوحشيّة والمأساويّة والسلوكات العنفية الممارسة بحقهم، ويأتي بسيرهم من الواقع الحقيقيّ إلى العالم الشعريّ، فيجسدوا دور الضحيّة التي تتصادم مع (السلطة/الجلاد)، التي تؤمن بالتضحية بهؤلاء الذين يعدونهم(هامشاً) للبقاء في السلطة/ المركز، فهؤلاء يخضعون لهذه الرؤية، والنصوص الشّعريّة هي التي ألقت بنا في سلسلة الأحداث المتطورة للحروب.
لنقف عند النصّ الأخير من الكتاب ((عد كما كنت))، الذي قال فيه:
لم أفكر بمغادرة البلاد أبدًا
ليس لأن بغلتي عرجاء
أو لأنّ القطارات لا تشتهي مراياها وجهي
أو لأنيّ لا أملك كيس طحين خاليًا
أعبئ فيه حاجياتي البالية..
وأحمله على ظهري أمام قناة العربيّة
أو لأنّي لا أحبّ حاشية المدراء
أو لأنّي وعدت قبر أمّي بسقايته في كلّ خميس من ماء دجلة
أو لأنّ صاحب المطعم المجاور لبيتي ما زال يلاحقني
من أجل تسديد ثمن مواعين الحمُّص
ومثله أيضًا صاحب الفرن، والبقال، وبائع الخضراوات، والصيدلي،
وطبيب القلب، والمعالج النفسي، والخياط، والحلاق،
يبوح النص عن متلازمة الهجرة التي باتت تلازم كلّ فرد عراقيّ، بسبب تصاعد سير الأحداث المفجعة والمؤلمة التي توالت عليهم، ويتصوّر الفرد أنه سيجد نفسه في المهجر، بيد أنّ الشاعر يناقش تلك المعاناة مع ذاته، وهي أنموذج لمعاناة جميع العراقيّين، فيعيش صِدام الأفكار، والأوجاع، ولم يتصالح قط مع تلك الفكرة أو يسالمها، ليس لأنّه ملتزم بجملة من الأفعال والمواقف التي تحتّم عليه البقاء، أو لأنّ عالمه وجميع متعلقاته تركض خلفه للبحث عن المال وسداد ديونه، بل لأنّ الوطن وترابه يتمسك به للبقاء على قيده، فيصرخ به للعودة، فقال في نصه:
كلهم يركضون في جيبي
يبحثون عن ربع دينار
إلا أنت يا وطني
كلما فكرت بالهرب من الدائنين والبلاد
وَضعتَ في جيبي حفنةً من تراب تثقل قلبي
وصرخت بي كالعريف:
قفففففففففففف .. عُد كما كنت
إلى الوراء دُر
يعكس النصّ الشعريّ الانتماء الوطنيّ الحقيقيّ، وعلى الرغم من أنه يقر بالقيود والالتزامات والمواقف التي تدعم فكرة البقاء، إلا أنّه يستبعد تلك الفكرة، بفعل حفنات تراب الوطن التي يثقل بها جيوبه، وهو الامتلاك الفعلي والحقيقيّ وسط حفنة ممتلكات أخرى، والبقاء وسط هذه المعاناة، من أجلّ استمرار بقاء هذا الوطن والإنسان.
Comments