top of page

أحمــــد طيبـــــــاوي: لا أحد يكره أن يكون محظوظا.. والجوائز ليست نهاية المطاف

تاريخ التحديث: ٦ ديسمبر ٢٠٢٣


أحمد طيباوي
الروائي الجزائري أحمد طيباوي

الصحفي  والروائي شريف صالح
شريف صالح - مصر

حــــــــوار

أحمــــد طيبــــــاوي: لا أحد يكره أن يكون محظوظا.. والجوائز ليست نهاية المطاف.

· المشهد الأدبي العربي مزدحم بالنصوص والأسماء، وآليات الفرص ليست منصفة دائما.

· كل قارئ يخضع الرواية لامتحان فحص حقيقي.. والجائزة ليست علامة جودة أبدية للكاتب.

· شبكات التواصل ومعارض الكتب قربت الهوة بين المشرق والمغرب العربي.

· الهوية ليست معطى جاهزا وأعالجها من خلال تحولات المجتمع وانتقاء نماذج معبرة.

· "باب الوادي" تختزل الجزائر كلها كما استقرت في عقلي وقلبي .

· الرواية يجب أن تكون مساحة للفهم وتقبّل الذات والآخرين المختلفين عنا.

· ليس شرطًا أن أنشر سنويًا.. وتدهشني جرأة بعض الكتاب على استسهال النشر.

· أحب نجيب محفوظ كثيرا لكنني لست مثله في الالتزام بمواعيد ثابتة للكتابة .

·أكتب باللغة التي تناسب كل رواية.. وأتحاشى شهوة الثرثرة.


حاوره شريف صالح

من أكثر المبدعين الجزائريين حضورًا في المشهد الروائي العربي الآن، فاز أخيرًا بجائزة معرض الشارقة للكتاب عن روايته "باب الوادي"، ومن قبلها جائزة نجيب محفوظ المرموقة من الجامعة الأمريكية في القاهرة عن "اختفاء السيد لا أحد"، كما سبق له الفوز بجائزة الطيب صالح. ورغم هذا المنجز اللافت لكنه ليس ممن يكتبون وأعينهم على الجوائز، بل يؤمن أن جائزته الحقيقية هي الوصول إلى القارئ والرهان عليه.

أحمد طيباوي أكاديمي متخصص في إدارة الأعمال، لكنه لا يرى تعارضًا بين الكتابة والمهنة البعيدة عنها نسبيًا. حاولنا في الحوار الاقتراب من عالمه السردي ومطبخه السري. بمن تأثر؟ وكيف يشتغل على النص واللغة؟ وفيما يلي تفاصيل الحوار:

·ماذا يعني لك الفوز بجائزة معرض الشارقة للكتاب كأفضل رواية عربية عن "باب الوادي"؟

سعيد بذلك، أعتبره تنويها مهما، أو دائرة ضوء تسلط على روايتي وتلفت الانتباه إليها. المشهد الأدبي العربي مزدحم بالنصوص والأسماء، وآليات الفرص ليست منصفة دائما كما أن الفرص أمام الكتّاب لإبراز إبداعاتهم غير متكافئة، لذا لا يمكنني إلا أن أكون مسرورا باختيار "باب الوادي" لتكون الأفضل في هذه النسخة من معرض الشارقة للكتاب، وهو معرض مهم عربيا وحتى دوليا.

·من قبل فزت بجائزتي نجيب محفوظ من الجامعة الأميركية في القاهرة وجائزة الطيب صالح.. ترى نفسك محظوظًا في الجوائز؟

لا أحد يكره بأن يكون محظوظا إذا أردت الحديث عن دور الحظ، لكني أحب أن يكون لديّ شيء ما أقدمه للقارئ وللمشهد الأدبي العربي.. في النهاية الجوائز ليست نهاية المطاف، وما يصمد حقا أمام الزمن وتعاقب القراء من أجيال مختلفة باختلاف الذائقة والتأويلات.. ما يصمد أمام كل هذا هو النص-القيمة الفنية والإنسانية. الآداب والفنون ذاتية إلى أبعد حدّ، بالنسبة للكاتب وبالنسبة للمتلقي، وبقاء الرواية وتحقيقها لصدى بمرور الزمن هو المحك الحقيقي. الجوائز علامات فقط، هناك من يقول لك حسنا، روايتك هذه جيدة، تستجيب لمعاييرنا للتقييم، وتكون أنت سعيدا بذلك. وبعد، الحصول على جائزة ليس علامة جودة أبدية للكاتب ولنصوصه إجمالا. الرواية في امتحان، فحص حقيقي، فنيا وقيميا عند كل قارئ مختلف في كل مرة، يتمتع بحد من التراكم والاستقلالية. لا يمكنني أن أتخيل بأن هناك إجماعا حول رواية ما مهما كان من كتبها،.. يا له من مصطلح في مجال الإبداع. كل ما أطمع فيه أن أكتب روايات يجدها القارئ تحترم العقل والذائقة، وتكون مساحة تقاطع بيني وبين آخرين، تحقق لهم المتعة والإقناع.

أحمد طيباوي

معايير غير أدبية

·هل تكتب روايتك وعينك على جائزة ما؟

إذا كان القصد هو مراعاة معايير غير أدبية أو توجهات مسبقة تضعها جهة ترعى جائزة ما، فبالتأكيد لا قاطعة. لا يمكن أن تكون الجوائز منطلقا للكتابة عند أي مبدع حقيقي وصادق، أتخيل أن الدوافع أعمق، والجوائز تدخل ضمن آليات التسويق، ووجودها طبيعي، كما أنه طبيعي في السينما والمسرح وفي الرياضة، وحتى في مجال التكنولوجيا والطب.. لا أدري ما سبب التركيز على الجوائز في ميدان الآداب والفنون، والتشكيك أو التمجيد المبالغ فيه.

لا نتوقع أن تعجب الأعمال المتوجة بجوائز القراء والنقاد جميعا، وتحقق الرضا الكامل، ذلك أن الرواية الكاملة لم تكتب بعد، ولن تكتب، وإذا حدث ذلك فإننا سوف نكون أمام الحدود القصوى لهذا الفن.

·من خلال تجربتك، إلى أي مدى ساهمت الجوائز في مقروئية الرواية الجزائرية عربيًا؟

أعتقد أنها ساعدت على إلقاء الضوء على ما يكتب عندنا، وعلى الأسماء الحاضرة، مكرسة وصاعدة. كان الاهتمام قبل عقدين من الزمن أقل بكثير في المشرق بالمنجز السردي في المغرب العربي. بعض الأسماء حققت اختراقا قبل ذلك، لكن ليس الكثير من الأسماء ترد على ألسنة القراء وأقلام النقاد هناك. الوضع في الوقت الحاضر أفضل بكثير، الاطلاع المتبادل أصبح أوسع وأكثر ثراء وتنوعا، ويشمل حتى الأسماء الصاعدة وهذا برأيي جيد. الوسائط وشبكات التواصل الاجتماعي ومعارض الكتب أدت دورها هي الأخرى إضافة للجوائز وساعدت في جسر الهوة.

هواجس الهوية

·يبدو سؤال الهوية طاغيًا في "باب الوادي"؟

نعم، رواية بحث عن الهوية، لا أدعي امتلاك إجابة أقدمها للقارئ في نهاية الرواية على لسان السارد أو أحد الشخوص، وفي الأساس تلك ليست وظيفة الروائي أن يقدم إجابات نهائية.. قد يكون من فضائل الرواية الجيدة أن تجعل كل قارئ يمتلك تأويلاته وإجاباته الخاصة وفق أفقه للتلقي ورؤيته. أما أنا فاكتفيت بوصف الطريق، رحلة البحث التي قطعها بطلي ليعرف من هو وكيف أصبح على ما هو عليه. قد يقول قائل إن تلك هي هواجسك الخاصة أنت ككاتب، أقصد مسألة الهوية وأبعادها، فهويتنا محددة: مجتمع شمال إفريقي، متوسطي، عربي، أمازيغي، مسلم، ضمن هذا الفضاء المتجانس ثقافيا وتاريخيا إلى حد بعيد، من الأطلسي إلى الخليج.. حسنا، الهوية ليست معطى جاهزا او ثابتا، وأنا عندما أعالجها في روايتي فأنا أقاربها –مقاربة- في تحولاتها، تحولات المجتمع واتجاهاته المختلفة، وأحاول أن أرصد الذات الفردية والجماعية، باتخاذ نماذج منتقاة تعبر عما أراه وأريد قوله.

الهوية ليست قضية ثابتة ومتجاوزة، أو محسومة بتحديد دستوري أو قانوني شرّعته أغلبية شعبية أو توافق نخب. هناك دائما أبعاد فلسفية وفكرية واجتماعية ونفسية، لها مظاهرها وأشكالها في الواقع لمن يريد أن يرى لدى الفئات المكونة لأي مجتمع. لن يتوقف الإنسان أبدا عن التساؤل والبحث ومحاولة الفهم لهويته، وجدير بالقول إن ذلك علامة صحية تعبر عن انتمائه لمجتمع حيّ، حيوي، واع بتحولاته.

· تعتبر الرواية تأريخًا متخيلًا للمكان؟

في حالة "باب الوادي" ليس الأمر كذلك تماما. باب الوادي الحي الشعبي الأشهر في الجزائر العاصمة حاضر كعنوان وخلفية، لكن ليس فضاء مكانيا يؤدي بطولة ظاهرة كما في روايات عربية وعالمية. أردت أن أختزل الجزائر كلها في حي باب الوادي، الجزائر كما أراها أنا، وما يستقر في عقلي وقلبي عنها كوطن ومجتمع وتاريخ. التزمت بطبيعة الحال ببعض الاعتبارات المعروفة في تاريخنا، واعتمدت على التخييل في حدود ما يخدم رؤيتي للرواية. كان اهتمامي أن أقدم زاوية رؤية مختلفة للجزائر التي يعرفها أهلها والآخرون.

طويت الجزائر في "باب الوادي" مثل ذكريات بعضها عتيق وبعضها طازج لم يتم تسكينه في الذاكرة الجماعية بصورة نهائية، مشاعر وأفكار وأجيال، تجارب تافهة خضناها كجزائريين ولم نحصد منها سوى الألم والكراهية، وأخرى عظيمة وملهمة مثل حرب التحرير. كتبت في رواية "باب الوادي" الجزائر وشيئا من ذات جيلي..

العشرية السوداء

· ترى نفسك ابن العشرية السوداء؟ ولماذا تلح عليك؟

نعم تطرقت إليها في أكثر من رواية، وكنت أحاول في كل مرة أن أقاربها بطريقة مغايرة، عند جيل أو فئة مختلفة. لم تكن فترة أليمة من تاريخ مجتمعنا وبلدنا مضت كأنها جرح عابر والسلام. لقد كنت دون العشرين، وأنا أعيش وأسمع أخبار تلك الأيام الرهيبة وشديدة الوطأة، بعد مرور فترات مماثلة، قد تكون الكتابة تشريحا، إعادة إنتاج لتجارب المعاناة التي أثرت فينا وتخرج إلى العلن في الخطاب وأشكال الإبداع، أو عودة لإخراج مخزون الحزن والفجيعة الذي هربنا منه أو لم نعشه كما يجب لنتخلص منه لاحقا.. ولكن حتى معرفيا تحمل النصوص الإبداعية المهمومة بتطور المجتمع ورصد تجاربه أو تثبيتها ذلك الجانب التسجيلي أو التوثيقي لما حدث، وإعادة طرح التاريخ الاجتماعي والنفسي..

· "من أن أكون حتى أطلق الأحكام على الآخرين".. عبارة وردت في روايتك "اختفاء السيد لا أحد".. هل يمكن للرواية أن تساعد فرقاء الأمس في الجزائر على تجاوز الأحكام الجاهزة والصور النمطية؟

إن تجاوز الأحكام الجاهزة والصور النمطية يتعلق أساسا بدرجة من النضج العقلي والنفسي، والقدرة على التفهّم للإنسان في تعدده وتقلباته واختلاف مشاربه الاجتماعية والثقافية، ومصالحه ودوافعه.. الروائي ليس قاضيا، والرواية يجب أن تكون مساحة للفهم والتقبّل للذات وللآخرين المختلفين عنا، إذ من الواضح أننا لسنا متشابهين حتى داخل الفئات الضيقة لمجتمع ما، وكل ما نحتاجه هو مساحة للتآلف الإنساني، وأتخيل أن الرواية تزيد الوعي بهذا الجانب. النمطية تعني تذويب الفوارق وتجاهلها، وطمس أوجه الاختلاف التي تثري وجودنا البشري لصالح تصورات أحادية.. وهذا من ناحية إنسانية شبه مستحيل لأنه يخالف طبيعتنا كآدميين، واستمرار المحاولات في ذلك الاتجاه ينجم عنها ألم وكراهية لا تنتهي.

مشروع سردي

· من يتابع مشروعك يشعر بقدر من التأني... فأنت لا تسعى للنشر سنويًا بالضرورة ولا تبتعد لسنوات طويلة.. أم هي مصادفة النشر؟

أصبح النشر متاحا بشكل كبير في الوقت الحاضر، أمام أكثرية من يكتبون باختلاف مستوى ما يكتبونه، كل ما في الأمر بالنسبة لي أني أتريث في التحضير لنصوصي من بناء التصورات الأولية للشكل النهائي، الكتابة والتحرير والمراجعة، وتعديل المسودة بعد المسودة.. كل هذا يستغرق وقته الطبيعي. أحترم عقل القارئ وذائقته، وليس كل ما يكتب يصلح للنشر مباشرة، وأعرف أن بعض كتّاب الرواية يفعلون ذلك لدوافع تخصهم، كل إنسان حرّ في النهاية، لكني مندهش من الجرأة على استسهال النشر.

· بعد ستة أعمال، هل تشعر أن ثمة مشروعًا سرديًا لديك؟

من المناسب توجيه أسئلة تتعلق بمنجز الروائي إلى القارئ أو الناقد، أقصد إلى طرف آخر في دائرة التلقي. يفترض بكل روائي قطع أشواطا في الكتابة وله إصدارات عديدة بأن يبلور أو يبني نصا بعد نص مشروعه الروائي.. وإلا فهو يكتب دون رؤية، ومهما كان تحكمه في أدواته، فمع افتقاده لرؤية تخصه للعالم وللإنسان فلن يكون سوى مقلد أو صدى لآخرين، يفتقد للعمق والديمومة. الروائي الحقيقي صاحب رؤية قبل أن يكون صانع حكايات.

· ولماذا الميل إلى الرواية أكثر من أي شكل إبداعي آخر؟

كانت أول قصيدة أكتبها –والأخيرة لحسن الحظ- في عام 2006، أجد نفسي في الرواية أكثر وأحاول الاستفادة من القصة عندما أحتاج للتكثيف وقول أشياء كثيرة في مساحة سردية ضيقة، ولي مجموعة قصصية واحدة بعنوان "وجه على الحافة". تتيح الرواية كفن الاستفادة من فنيات هي من أساسيات فنون أخرى، كالحوار في المسرح، وبعض تقنيات التتابع السينمائي وغيرها، وهذا يثريها دون الإخلال بجنس النص كرواية.

· ثمة عناية لا تخفى في استعمال للغة والبعد عن "الكليشهات" الجاهزة والاستعارات المجانية؟

بحث الروائي عن أسلوبه الخاص، لغته، موضوعاته، ضروري بالتأكيد، مع الاعتراف بصعوبة ذلك في كل مرة ومع كل نص. التجديد مطلوب دائما، أكتب باللغة التي تناسب كل رواية، أحاول..

أحمد طيباوي

النفخ يفسد كل شيء

· هل تمتلك وصفة معينة لكتابة رواية "رشيقة" رغم ميل آخرين لنشر روايات سميكة الكعب؟

أحاول دائما أن أتحكم بنفسي، شهوة الثرثرة والنفخ قد تفسد كل شيء، وهذا ما لا يريده أي كاتب بالطبع. طبيعة النص والرؤية التي أنطلق منها يحددان المساحة التي يحتاجها. قد تكون التوليفة مناسبة، شخصيات وأحداث ومضامين وغيرها، لكننا نجد الكاتب يفسدها بكثرة القول والوصف ويسوق آراءه وتخريجاته على لسان شخصياته ويحشر ما له داع وما ليس له، لتجد نفسك كقارئ في الأخير قد أرهقت منها ورميتها قبل إكمالها.


· يبدو لي نصك متأثرًا شيئًا ما بالتيارات الفرنسية.. فمن هم آباؤك؟

قرأت للكثيرين، ودرجة التأثر بما نقرأ تتفاوت حسب قوة الإبداع لدى ذلك الكاتب وخلفيتنا وقدرتنا على فهمه وتذوق ما يكتبه من ناحية فنية. عربيا نجيب محفوظ، وبدرجة أقل قليلا يوسف إدريس، ومن الأجانب كثيرون في مراحل مختلفة.. مع ذلك لا يسع الكاتب إلا أن يجتهد أن يكون هو أولا وقبل كل شيء، الكتابة فيها أنماط شتى من المحاكاة لمن سبقونا في أكثر من جانب، لكن من رواية إلى أخرى ومع النضج يجب استكمال صناعة الخصوصية الإبداعية. النسخ المكررة والمقلدة كثيرة، ومع ذلك فهي لن تبلغ الأصل مهما فعلت، وليس ذلك مطلوبا من الأساس.

· بالإضافة إلى التأثر بكتاب بأعينهم لابد من منابع أخرى قادتك إلى الكتابة؟

القراءة والمعايشة رافدان أساسيان للكتابة السردية. وأحاول أن أنوع قراءاتي بين التاريخ والاقتصاد والأديان والآداب وغيرها، وأدعمها بتجارب حياتية عشتها أنا أو غيري، حتى لا أكون كمن يكتب تصورات ذهنية محضة.

· عملك كاستاذ جامعي يأخذ من تجربتك الإبداعية أم يضيف إليها؟

يضيف لي كثيرا، يفترض من الكاتب أن يستفيد من كل ما يفعله ويراه، تخصصي هو إدارة الأعمال، وكثير من الروائيين خلفياتهم من الطب أو الهندسة وغيرهما، خلفيتهم الأكاديمية بعيدة عن الفلسفة أو الأدب أو الصحافة التي كانت معتادة، وأظن هذا ما يساعد على إثراء التجربة الإبداعية.

· بعض المبدعين أقرب إلى نمط الفوضوي والبعض الآخر مثل محفوظ اشتهر بالنظام والدأب.. إلى أيهما تنتمي؟

ـ أحب نجيب محفوظ كثيرا لكن لست مثله في قدرته على الالتزام بمواعيد ثابتة للكتابة وتنظيم الوقت. أكتب بتلقائية أحيانا، كل يوم، أو أنقطع لفترات طويلة، أكتب في الصباح الباكر، في الليل.. كما لا تطاوعني الكتابة أحيانا في أي وقت.. أمام كل رواية أبدأ في العمل عليها، كل ما بوسعي فعله هو أنا أجعل فوضاي منظمة.

· من يتابع صفحتك في الفيسبوك يلاحظ أنك حذر في التعامل مع السوشيال ميديا إلى حدٍ ما؟ ألا تؤمن بأهمية التسويق ونظرية "البسيت سيلر"؟

الوسائط فرضت سطوتها على جوانب كثيرة في حياتنا وأعمالنا وعلاقاتنا، ككاتب، أحاول أن أستفيد منها: سرعة إيصال الجديد الخاص بي للقراء والصحفيين، متابعة بعض الأصداء عن رواياتي، ومتابعة كل جديد. وهي فعالة جدا في هذا الجانب، لكنها في المقابل صنعت نجومية وهمية أو افتراضية وحضورا متضخما لعدد كبير من الروائيين والروائيات لم يكونوا بالغيها بإخضاع نصوصهم لمعايير الإبداع المحض وحدها. كمية التغليط وتضخيم الأنا رهيبة في شبكات التواصل.. حسنا، العالم فيه كل شيء.

أحمد طيباوي رواية
رواية (اختفاء السيد لا أحد) لأحمد طيباوي

· تؤمن أن الكاتب عليه أن يختبئ وراء نصه؟

الكاتب حاضر في نصوصه حتى لو اجتهد كثيرا في الاختباء أو إبعاد ذاته، لأن جزءا من لاوعي الكاتب يظهر فيما يكتبه، وهو ما لا يستطيع أن يتحكم فيه.

· أين ستذهب في نصك القادم؟

اتجاه مختلف تماما، إذ أحاول أن أجدد فيما أكتبه على مستوى الموضوعات والأسلوب واللغة التي تناسبها، في حدود قدرتي على ذلك بطبيعة الحال.

· هل تراهن به على جائزة قادمة؟

أحب أن يكون الرهان على القارئ.

bottom of page